الدنمارك بالعربي -أخبار السويد: يتابع السوريون المتواجدون في السويد بقلق أنباء انتشار عدوى فيروس كورونا في سورية. وعن بعد يترقبون أخبار الإصابات والوفيات التي طالت العديد من الأقارب والأصدقاء.
إذ تكاد لا تخلو صفحات الفيسبوك يومياً من أخبار وفيات جديدة في سورية، أصبحت تشكّل ألماً إضافياً يعايشه السوري في غربته، بعد كل الصعوبات التي عايشها، والأزمات التي حلّت ببلده.
إصابات قد تقارب المليونين!
تفيد المعلومات الواردة من سورية أن انتشار فيروس كورونا ازداد بشكل كبير بين نهاية شهر يوليو/تموز وبداية شهر أغسطس/آب، وذلك بعد تأخره نسبياً، مقارنةً بدول العالم والإقليم. ما يشكل عبئاً إضافياً على السوريين في ظل الصعوبات الإنسانية والاقتصادية، التي تسود البلاد.
ومع غياب أي تقديرات أو توقعات رسمية لمستقبل انتشار وباء كورونا في سورية، أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد الإصابات المسجلة في سورية حتى الآن بلغ 1432 إصابة، شُفيت منها 395 حالة وتوفيت 55 حالة، وأن تفشي الوباء متمركز في مدينة دمشق.
لكن دراسة صدرت مؤخراً لباحثين في مدرسة الاقتصاد والعلوم السياسية في لندن، قدمت أربعة سيناريوهات محتملة، إحداها هو أن يقارب عدد الإصابات المليونين إصابة. بينما توقعت تقديرات دولية أخرى أن تتجاوز الإصابات عتبة المليون. وعلى خلاف الأرقام الرسمية، قدّرت الدراسة المذكورة عدد الإصابات بكورونا في سورية حتى نهاية شهر يوليو/تموز بنحو 35500 إصابة.
وتتوقع الدراسة وصول عدد الإصابات النشطة في نهاية شهر أغسطس/ آب من العام الحالي إلى نحو مليونين إصابة، وذلك مع الاستمرار في عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة كما هو الوضع حالياً. أما السيناريو الأفضل فهو انخفاض عدد الإصابات إلى نحو 100 ألف إصابة في حال تم تطبيق الإجراءات الفّعالة اللازمة.
الوقائع كارثية
ما الذي يعنيه تجاوز الإصابات عتبة المليون في ظل الكارثة التي تعيشها سورية؟
هذه يعني أن سورية ستحتل المراتب الأولى في عدد الإصابات على مستوى العام، وإصابة نحو 5 في المئة من السكان الذين لا يتجاوز عددهم الـ 19 مليون نسمة وفق أحدث التقديرات.
وبالأخذ بعين الاعتبار النسبة الوسطية دولياً لعدد المصابين الذي يحتاجون إلى العناية المركزة، وهي 5 في المئة، فإن نحو 50 ألف مصاب بكورونا سوف يحتاجون إلى العناية المركزة في سورية. بينما تشير الدراسات إلى أن عدد الأسرة المزودة بأجهزة تنفس في سورية لا تتجاوز 325 سرير.
كما أن ارتفاع عدد الإصابات سيشكل ضغطاً كبيراً على الكادر الطبي في سورية، الذي استنفذ جزءاً كبيراً منه نتيجة الهجرة. بالإضافة إلى ارتفاع معدل الوفيات بين أطباء سورية في الآونة الأخيرة، والمقدر بنحو 30 طبيب خلال 20 يوم فقط.
تعاني سورية حالياً من انعدام الأمن الغذائي، ومن انخفاض كبير في متوسط دخل الفرد، بمعدل قد لا يتجاوز 1000 دولار سنوياً للفرد، وهذ ما يعني انخفاض قدرة الأفراد على الإنفاق على الصحة والغذاء. يضاف إليه سوء الخدمات الصحية والاجتماعية والطوارئ.
وهو ما يعني أن تفشي وباء كورونا في سورية قد يشكل كارثة غير مسبوقة، تتطلب إجراءات استثنائه. وهو ما ينعكس حزناً وقلقاً لدى أبناء الجالية السورية في السويد.